بسم الله الرمحن الرحيم ............
هذه محاولة بسيطة لشرح وفك التعارض الظاهري بين قوله تعالى: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } (البقرة:256) ونحو ذلك من الآيات المشابهة؛ وفي المقابل نقرأ قوله تعالى: { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب } (التوبة:29) وقوله سبحانه: { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة } (التوبة:123) ونحو ذلك من الآيات الحاثة على الجهاد .
القول الاول ...الاية لا إكراه في الدين ناسخة لآيات الجهاد المذكورة
القول الثاني ....العكس آيات الجهاد ناسخة لآية لا إكراه في الدين
القول الثالث ...فك التعارض الظاهري وهو الذي أميل إليه وهو قول الطاهر بن عاشور وسيد قطب وغيرهما ومحتواه أنه لا إكراه في إعتناق الدين على مستوى الافراد ولهم الحرية في الاختيار وهذا روح الدين الاسلامي الذي يحترم الحرية .......أما الامر بالجهاد فهو على مستوى الجماعات عندما تعرقل الدعوة أو حرية الافراد في إعتناق الدين الاسلامي فيعلن الجهاد ضدهم حماية للأفراد ......وهذا المعنى والتصور يعززه قول الله تعالى ...(لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) الممتحنة: 60/8-9؟
...................................وبهذا لا يوجد نسخ لا لآية لا إكراه في الدين ولا لآيات الجهاد فكلها محكمة وواجبة التطبيق بروح ديننا الحنيف والله أعلم