الوقت هو العمر الحقيقي للإنسان فهو مجموع اللحظات والساعات والأيام والشهور والسنوات والمسلم العاقل هو من يغتنم هذه الحياة فيما يعود عليه بالسعادة والهناء فى دار القرار والنعيم ويقول ابن القيم -رحمه الله-السنة شجرة والشهور فروعها والأيام اغصانها والساعات أوراقهاوالأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت أنفاسه فى معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الحصاد يوم الميعاد فلنحرص أخوتى فى الله على الوقت ونجعله دائما فى طاعة الله فلا نأكل إلا الطيب ولا نتكلم إلا بما يوافق الشرع الحنيف من أمر بالمعروف ونهى عن المنكرحتى نفوز برضوان الخالق العظيم وأعلموا ياأخوتى اننا مسئلون أمام الله عن كل لحظةمن عمرنا وأعضائنا شاهدة علينا يوم القيامة ’ يقول الحسن البصرى -رحمه الله-مامن يوم ينشق فجره إلا وينادى ياابن آدم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى فإنى اذا مضيت لاأعود الى يوم القيامة ....فلنحاسب انفسنا وأنفاسنا عن كل لحظة نمر بها وتذكروا اخوتى فى الله ان اليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولا عمل
لما كان الحسن رضي الله عنه قد طلّق الدنيا برمتها ، وقد رخصت في عينه، فقد هان عنده كل شيء، فلم يكن يعبأ بحاكم ظالم، ولا أمير غاشم، و لا ذي سلطة متكبر، بل ما كان يخشى في الله لومة لائم، ومن ذلك أن الحجاج كان قد بنى لنفسه قصرًا في " واسط " فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه، وللدعاء له، فخرج الحسن، ولكن لا للدعاء، بل انتهازًا للفرصة حتى يذكر الناس بالله ويعظ الحجاج بالآخرة، فكان مما قال : ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض غروه، ولما حذره أحد السامعين من بطش الحجاج رد عليه الحسن قائـلاً : لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وفي اليوم التالي وجه الحجاج إلى الحسن بعض شرطه ثم أمر بالسيف والنطع( البساط من الجلد يوضع تحت المحكوم عليه بقطع الرأس
ماأكثر امثال الحجاج فى عصرنا ولانجد حسن بصرى واحد فى مواجهتهم